يقلكم في الخمسينيات تمكن أحد القضاة العاملين في بلاط الإمام أحمد بذمار من جلب راديو عبر عدن..كان الراديو يمثل صدمة مثيرة ومدهشة بلاحدود لمن يراه ويسمعه تلك الفترة طبعا كونه كان يعتبر أعجوبة ماخطرت على قلب بشر في بلاد اغلقها الأئمة كصندوق..المهم أن معظم جيران قاضينا- كما حكى لي حفيده وهو يضحك لاعنا سهولة إستغلال البسطاء بالهالة الفقهية و الدينية التي مازالت تتكرر الى اليوم عموما -داوموا على الحضور للاستماع عنده ..كان الراديو من النوع اللي يشتغل على بطارية كبيرة سائلة مثل حق السيارات .
المهم اللي يتأملوا في هذا الحدث الخارق ماقدروا يستوعبوا الراديو عاد البطارية فكانوا يلحوا بالسؤال كيف يشتغل وطبعا القاضي من النوع المتحفظ احيانا واحيانا من اللي يحبوا يضخموا الامور ويعقدوها بمراوغة كي لايفهموا شيئا..الناس طبعا ادمنوا الإستماع لكن الراجل طلعت في رأسه وهم يعاودوا السؤال عن كيفية التشغيل فقال لهم بيشتغل الراديو على بيض وسمن وعسل ولم يشرح أكثر..وفعلا تفاجئ بأن القرويين الطيبين بعد أيام حشدوا مامعاهم له و كان من يحمل بيض وسمن وعسل له الصدارة و الأولوية في الإستماع لهذا الشيء اللي عمل لهم صدمة حضارية واللي مامعوش اليوم الثاني طبعا أو مايلزموش خالص.
وبما أن الفضول في تتبع الأخبار على رأس هموم العجائز بالذات فقد كن كريمات جدا لتشغيل الراديو بالبيض البلدي والسمن والعسل.
ههههههههههاي
قاضي ذماري وغد
منقولة